30 - الفصل 26: حقيقي أم مزيف؟

الفصل 26: حقيقي أم مزيف؟

---------------

"أنا اعلم انك تراقبني باستمرار، لقد اكتفيت من ألاعيبك، ابق بالشجاعة التي تتحلى بها و انتظرني هناك فأنا آت اليك!"

بعد ان قطع سايرو رأس ذلك الأب صرخ بهذا الكلام نحو السماء.

ثم توجه نحو القرية التي أمامه.

بمجرد دخل الى القرية وجد امامه 6 قرويين يحملون رماحا و ادرع في أيديهم معترضين طريق سايرو.

فقال سايرو بغضب" ستلعب بهذه الطريقة معي هاه؟ "

ثم أفقدهم سايرو الوعي بضرب مناطقهم الحيوية دون قتلهم.

و استمر بالتوجه الى مركز القرية، لكن كلما تقدم أكثر اعترضه قرويين اكثر، و كأنهم دمى منفذين اوامر شخص ما.

لكن ذلك لم يبطئ سايرو ابدا، بل فقط جعل غضبه اشد.

سايرو كان متجها الى محل كبير في مركز القرية، محل مألوف جدا

لقد كان المحل الذي مات فيه آخر مرة.

و هنا يمكننا توقع ما مقصده من التوجه الى هناك، لقد كانت البائعة داخل ذلك المحل.

وصل سايرو اخيرا الى المحل و وجد تلك البائعة وحيدة في المتجر، دون الشك في اي شيء توجه اليها مباشرة و رفعها من عنقها.

"ماذا..؟!!"

فتفاجأ سايرو بكون البائعة فقط جثة باردة بلا روح.

منشغلا بالمفاجأة التي أمامه لم يدرك سايرو ان فتاة صغيرة قد تسللت من وراءه ثم طعنته بسكين صغير.

رغم كل هذا، المفاجأة الأكبر أن سايرو قد علم بتسللها و تركها تطعنه عن قصد، ليمسك الفتاة من يديها بقبضة شديدة...

بغضب قال:

"وجدتك!!"

ما الذي يحدث بحق هذا العالم!

كل ما يمكنني قوله هو انني ارى فخاخ و خطط ترمى بين شخصين ماكرين.

سايرو و الشخص السبب في بداية كل هذا.

"ظننتني ضعيف لدرجة ان اموت من طعنة غادرة من سكين صغير؟ فلتوقفي الاعيبك هذه فقد اكتشفت كل شيء بالفعل!"

مع انه محق نوعا ما الا انه نفس الشخص الذي مات من خنجر في حياته الأولى.

كان سايرو يوجه كلامه الى الفتاة التي طعنته بينما عروقه تكاد تنفجر من الغضب، ممسكا اياها من يدها بقبضة شديدة تكاد تكسر يديها الصغيرتين.

" ام أنك تفعلين هذا لأنني قتلت أباك العزيز؟"

و على ما يبدو ان هوية هذا الشخص بدأت تنكشف ببطء، يبدو انها ابنة ذلك الأب الذي رافق سايرو الى هذه القرية.

لكن كيف؟ فهي لا تشبهها بتاتا.

"مؤلم! اتركني ايها الوغد القاتل!! سأقتلك!"

صرخت الفتاة ببكاء مدوي بينما تحاول عض يد سايرو لتفلت منه.

لكن جميع محاولاتها كانت بلا فائدة امام قوة قبضته التي لا تتزعزع.

التف سايرو وغادر المحل بينما يجر معه تلك الفتاة الى الخارج، لكن وجد سايرو جرها مزعجا فحملها فوق كتفه ثم توجه الى القرية الأولى بأقصى سرعة لديه.

و عندما وصل الى القرية توجه الى المنزل الذي زاره اول ما اتى لهذا العالم، منزل الأب الذي قطع رأسه…

ليجد المنزل فارغا كليا، لا احد فيه فتأكد انها بالفعل ابنة ذاك الأب.

"كما ظننت، كل شيء بدأ من هنا" قال سايرو بينما يحدق في الطاولة امامه.

و عندما انزل الفتاة من على كتفه وجدها فاقدة الوعي، و الأغلب ان سبب ذلك هو سرعة تنقل سايرو الهائلة.

وضع سايرو الفتاة على لحاف الجلوس الموجود امام الطاولة، ثم اخذ الشاي الجاهز على الطاولة و اخذ يرتشف ببطء منتظرا اياها ان تستيقظ رغم ان الشاء لم يعد دافئ.

……..

خيم الليل على القرية، و بدأ القرويين اشعال المواقد، المدافئ و الشعلات.

جو لا مثيل له في هذه الليلة المصيرية.

بينما الجو داخل احد المنازل في حافة القرية كان…

"الى متى تخططين ادعاء النوم يا شقية؟"

تكلم سايرو بعد أنهى الشاي بينما يحدق نحو الفتاة.

اجل، جو متوتر كليا.

"تسك، متى علمت بالأمر ايها الحقير!"

قامت الفتاة ونظرت اليه بتحديق ساخط.

"لقد قمت بختم طاقتك الروحية، لذلك لن تستطيعي الهرب هذه المرة.

لو أنني لم الاحظ الأمر في ذلك المحل لاستمررت في الموت الى الأبد."

"كيف علمت بالأمر؟ كيف علمت بكوني استعمل الطاقة الروحية الخاصة بهذا العالم؟!!"

"اجل…بذكر ذلك، لقد بدأت سلسلة موتي المتتالية من هنا، منذ ان احتسيت كأس الشاي هذا"

تفاجأت الفتاة، بينما تعلو على وجهها نظرة عدم تصديق و سخط في الوقت ذاته.

" ما…؟!!! "

" لا داعي لكل هذا التفاجؤ، بل انا الذي يجب ان اكون متفاجأ من نفسي، كيف بحق الجحيم لم انتبه لسمك الروحي منذ البداية؟ عجيب…عجيب…"

قام سايرو و توجه نحو النافذة.

"انظري لهذه السماء الليلية الجميلة المتألقة بالنجوم المزيفة، انها من اعطتني لمحة عن وضعي الحالي.

انا قد عشت اطول من ان تتخيله شقية مثلك، لكن فعليا هذه أول مرة ارى نطاق حقيقي لكنه مزيف في الوقت ذاته…

عندما وصلت هنا للمرة الأولى استمرت الاحداث الغريبة بالحصول معي من تحول النهار الى ليل فجأة وعدم وجود اي ذرة طاقة و غيرها…

هذه الأشياء جعلتني استعمل احساسي الإلهي بطيش كبير لأحاول فهم ما يحدث امامي، مما جعلني ذلك أغفل عن الطاقة الروحية الخفيفة التي كانت تحوم في السماء.

لكن ما جعلني ادرك ذلك هو النجوم، كل نجم يملك طاقة نجمية خاصة به تبقى موجودة سواء في الصباح او الليل، لكن ما لاحظته ان الطاقة النجمية للنجوم التي تظهر في الليل تختفي في النهار مع اختفائها بنفسها…

ظننت الأمر غريب في البداية و بينما كنت اركز على تهدئة حيويتي في مدخل القرية كنت اراقب السماء بإحساسي الإلهي لاكتشف ما الغريب بهاته النجوم.

و العجيب بالأمر ان احساسي الإلهي لم يستطع اختراق حدود هذا العالم لأكتشف فجأة خطوط الطاقة الروحية التي كانت متصلة بكل قروي حي في هذا العالم.

اضافة الى ذلك واحد من هذا الخيوط شديدة الرقة كان متصل بي بدون ان ادري… "

بينما يستمر سايرو في سرد الحقائق التي اكتشفها والمفاجآت التي تستمر في اذهالنا، تتغير تعابير الفتاة ببطء لتظهر وكأنها حصرت في زاوية تحت رحمة الموت.

تعابيرها كانت محيرة بالفعل.

" عندما اتيت الى هذه القرية للمرة الثانية، الكل كان يتصرف و كأنها اول مرة آتي الى هنا، حتى ابوك بنفسه الا انت، فقد احسست بقلق شديد آت منك.

لكن ما فاجأني أكثر هو ان كل تلك الخطوط الروحية كانت متصلة بك أنت!

جلست لأحتسي ذلك الشاي مرة ثانية فقط لأتأكد…

فوجدت ان الخيط الروحي ذاك ازداد كثافة قليلا، اذا باختصار السم الروحي ذاك هو ما أنشئ الخيط الروحي و انت كنت تتحكمين بذلك الخيط الروحي لتتسببي في قتلي…

لا، لكي تهاجميني روحيا لدرجة ظني اني قد مت، اليس كذلك~؟"

اصبح الفتاة شاحبة كليا، كما لو ان سايرو كان محق في كل ما قاله.

" ايها…الحقير…"

" جيد…وجهك يظهر اني محق، لكن لا أفهم شيئا…

ما الذي يدفعك لفعل هذا بي؟ "

ظهرت ملامح الغضب الشديد على الفتاة وانفجرت بصراخها على سايرو قائلة :

" كل شيء بسببك انت!! هذا العالم ملكي لن ادعك تأخذه منى و لو على جثتي!!!"

حدق سايرو في وجه الفتاة الغاضبة وابتسم بابتسامة خفيفة

" اظن انني قد فهمت اخيرا ماهية اختبار الموت هذا~"

"هاه..اختبار؟"

----------------

حسنا...عدت للنشر مجددا.

أما لماذا اختفيت كل هذه الفترة فقد شرحت ذلك في "أمنية سوداء" مع انني اشك أنه احد ما مهتم.

بالمناسبة...هل تريدون خريطة لعالم "نيفيش"؟ سايرو أسر علي بصنعها لكني وعدته في حالة لم يرغب المتابعين بهذا سيموت مجددا.

مصيره بين يديكم.

تأليف: Souhayl TP

2023/01/17 · 109 مشاهدة · 1097 كلمة
Souhayl TP
نادي الروايات - 2024